أنتَ ما زلتَ هنا… في منتصف الموسيقى

لينا عبدالغفور
من وترٍ وُلد العشق، فصار القلبُ يعزفُك دون وعي.
لا تعرفُ كيفَ للعشق أن يُولَدَ من نغمةٍ واحدة،
ولا كيفَ للوتر أن يتحوّلَ إلى ذاكرةٍ نابضةٍ كلّما مرَّ طيفُك.
تظنُّ أن الموسيقى مجرّدُ صوت،
لكنّها في حقيقتي… حنينٌ يلبسُ ملامحك.
الوترُ يعزفُ على قلبي كلّما ذكرتُك،
كأنّ اللحنَ يعرفُ الطريقَ إليك قبل أن تبدأَ النغمة.
كلُّ اهتزازٍ فيه يُشبهُ ارتجافةَ صدري حين أراك،
وكلُّ نغمةٍ تُشبهُ أوّلَ مرّةٍ قلتُ فيها اسمَك،
ذلك الاسمُ الذي صارَ مقامًا لا تنتهي نبراتُه.
أحيانًا لا أحتاجُ إلى كلام،
تكفيني نغمةٌ خافتةٌ تخرجُ من صدري
لأدركَ أن قلبي ما زالَ على وعدِه،
أنّك ما زلتَ هناك، في منتصفِ الموسيقى،
في آخرِ تنهيدةٍ قبل أن يسكتَ الصوت.
تعلم؟
كلُّ ما بي يُعزفُك دون وعي،
ضحكتي حينَ أتذكّرك،
نظراتي حينَ يمرُّ اسمُك،
حتى صمتي حينَ يغيبُ حضورُك…
كلُّها نغماتُك أنت.
أنتَ اللحنُ الذي لا يملُّ التكرار،
والنبضُ الذي يجعلُ الموسيقى أكثرَ دفئًا،
وحينَ يهدأُ كلُّ شيءٍ من حولي،
يبقى قلبي يعزفُك
بصوتٍ لا يسمعه أحدٌ… سواي.



