الشؤون الدينية بالحرمين وجهود نوعية لتعزيز القيم الوطنية


منى يوسف حمدان الغامدي
تواصل رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بقيادة معالي الرئيس الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، تنفيذ خطط محكمة ومتنوعة تثري المسلمين من مختلف أنحاء العالم، وتخدم قاصدي الحرمين الشريفين. وتعمل الرئاسة على تحقيق رؤيتها في إثراء تجربة القاصدين، ونشر الهداية للعالمين، من خلال رسالة واضحة قوامها: تمكين القاصدين من أداء العبادة على بصيرة في بيئة ثرية، ونشر العلم الشرعي وفق منهج الوسطية والاعتدال، وبتميز في الأداء.
وبالتزامن مع فعاليات الوطن في الاحتفاء بالذكرى الخامسة والتسعين لتوحيد المملكة، انطلقت في وكالة الشؤون الدينية النسائية برامج نوعية تعزز طاعة ولي الأمر وتبين أنها عبادة، من خلال دروس علمية متخصصة قدّمها نخبة من المشايخ في المسجد النبوي. وقد منّ الله عليَّ بحضور هذه الدروس عبر منصة “زووم” عن بُعد.
محاور الدروس العلمية
جاء الدرس الأول بعنوان: “بيان أثر طاعة ولي الأمر في حصول الأمن وتحقيق مقاصد الشرع” لفضيلة الشيخ عبدالسلام الشويعر، فيما تناول الدرس الثاني موضوع: “المواطنة في الإسلام حقوق وواجبات” لفضيلة الشيخ عبداللطيف الشاماني. واستهدفت هذه الدروس منسوبات الوكالة الدينية، والهيئة، وطالبات الحلقات، ومعاهد المسجد النبوي.
وقد ركّزت المحاضرات على أهمية الأمن في المجتمعات، والتأكيد على أن ولاة الأمر –حفظهم الله– هم من يرسون قواعده. وأشاد العلماء بدور المرأة المسلمة في تعزيز القيم الوطنية داخل بيتها، وفي عملها ومجتمعها، لتكون شريكًا فاعلاً في خدمة الدين والوطن.
مشاهد إيمانية في المسجد النبوي
كلما دخلت المسجد النبوي يتجدد عهدي مع هذا المكان الشريف، وأستشعر نعمة الجوار لسيد المرسلين ﷺ، وأرصد الجهود المبذولة في خدمة الزوار والقاصدين. وعندما حضرت لصلاة العشاء وسط زحام الزائرات، لفت نظري ذلك الهدوء والسكينة والخشوع، مع كلمات الامتنان والدعوات المباركة المرفوعة لمن هيأ أسباب الراحة ويسّر السبل لتقديم كل خدمة ممكنة لكل مسلم ومسلمة.
لمسة وفاء وتقدير
عادت بي الذاكرة إلى طفولتي، حين كنت أصلي القيام مع والدي –رحمه الله– خلف فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح –رحمه الله–. واليوم يزف معالي الشيخ عبدالرحمن السديس خبر موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة –حفظه الله– على رعاية وتشريف ملتقى “مآثر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح” في المسجد النبوي، استحضارًا لجهوده المباركة في خدمة المسجد وتعزيز رسالته الدينية والعلمية.
إن هذا الاهتمام يجسد حقيقة واضحة بأن المسجد النبوي ورجالاته يحظون بعناية كبيرة من ولاة الأمر –أيدهم الله–، وهي نعمة عظيمة تستوجب الشكر. نعمة الأمن في الأوطان، ونعمة القيادة الرشيدة الحكيمة التي أولت الحرمين الشريفين كل الرعاية والعناية، فالحمد لله على هذه النعم التي لا تُعد ولا تُحصى.