Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المقالات

جسور التواصل الحضاري في المدينة النبوية: رسالة أمة ومنهج حياة

منى يوسف حمدان الغامدي

منى يوسف حمدان الغامدي

برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان، أمير منطقة المدينة المنورة، وفي ضيافة غرفة المدينة، وبحضور سعادة الدكتور عبدالله الفوزان الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري، عاشت المدينة النبوية ليلة استثنائية تمزج بين الروحانية والثقافة، حيث استضافت فعالية “ملتقى جسور التواصل” تحت شعار: التعايش والتسامح… رسالة أمة ومنهج حياة.

المدينة التي عُرفت عبر التاريخ بأنها منبع النور ومثوى الرسول الكريم ﷺ، احتضنت هذه الفعالية لتكون امتداداً لرؤية المملكة العربية السعودية في تعزيز الاعتدال والتسامح، وفق مستهدفات رؤية 2030. وقد جسّد الملتقى مكانة المملكة كجسر حضاري عالمي يربط الشعوب على أساس الحوار والتفاهم المشترك، عبر استقطاب نخبة من المفكرين وصنّاع القرار لتبادل الخبرات والرؤى التي تعزز الوحدة الوطنية وتوطد التماسك المجتمعي.

ومن أرض النور والسلام، تَجلّت رؤية المملكة في أن تكون شريكاً فاعلاً في الحوار العالمي باعتباره قيمة إنسانية، لتؤكد للعالم أن الدعم الكبير من القيادة الرشيدة للمبادرات الثقافية والدبلوماسية الناعمة يثمر في تحقيق الأمن والاستقرار وتعزيز التفاهم بين الشعوب. وقد برز ذلك جلياً في الحراك الثقافي المرتبط بموسم الحج والعمرة، حيث تقدم المملكة نموذجاً رائداً في حسن الاستضافة والكرم الإنساني، لتصبح قصص ضيوف الرحمن كل عام شاهدة على تجربة استثنائية من الرعاية، والطمأنينة، والتسامح، والسكينة التي تميز أرض الحرمين الشريفين.

كما سلط الملتقى الضوء على محور دور الأسرة والتعليم في ترسيخ قيم التعايش، حيث وثّق مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري شراكات استراتيجية مع وزارة التعليم، أبرزها برنامج “نحن أبناء كوكب الأرض” الموجه للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى تفعيل المناسبات العالمية للتسامح، وإطلاق معارض نوعية بالتعاون مع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية “جسفت”. وقد حظيت هذه المبادرات بتغطيات إعلامية عالمية وصدى واسع، مؤكدة حضور المرأة والشباب في صناعة هذا الحراك بما يواكب الرؤية الوطنية الطموحة.

إن ما تحقق لم يكن جهداً فردياً، بل عملاً جماعياً شارك فيه مختلف القطاعات من مؤسسات تعليمية، وهيئات ثقافية، وجمعيات فنية، ليؤكد أن قيم التسامح لا تُدرَّس فقط بل تُمارس واقعاً حياً عبر الفنون، والورش التفاعلية، والمنابر التعليمية التي تخاطب جيل المستقبل. وهكذا تثبت المملكة مكانتها كمنارة للاعتدال والتعايش الحضاري، بينما يظل مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري علامة فارقة في هذا المسار، يجسد أهدافاً إنسانية عالية تليق بوطن عظيم وقيادة عظيمة

لقد أثبت ملتقى جسور التواصل أن قيم التسامح والتعايش ليست مجرد شعارات، بل ممارسة يومية تنعكس في جهود الدولة المباركة، وفي التزام أبنائها بقيادة حكيمة تسعى لترسيخ السلام والاعتدال على المستويين المحلي والعالمي. ومن المدينة النبوية، يخرج هذا الملتقى برسالة واضحة: أن المملكة ستظل جسراً حضارياً وإنسانياً يعبر منه العالم نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأمناً واستقراراً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى