في آخر الممر الطويل… حين يمشي الضوء بخطى القلب

ندى ابراهيم الجهني - قلم ناطق
في آخر الممر الطويل
ضوءٌ يتدلّى كأنّه قلبٌ عليل،
والريحُ تهمس في الجدارِ القديم
كأنّها تحفظ سِرّ الرحيل.
خطوتي تئنّ على الأرض الهادئة،
والسكونُ يجرّ خلفي ظلي الثقيل.
كأنّ المكان يعرفني من قبلِ الحكاية
ويخاف أن يفضح ما قيل.
في العيون وجوهٌ لا تشبه الوجوه،
وفي الوجوه عيونٌ تخاف أن تميل.
كأننا جميعًا نُخفي شيئًا واحدًا،
شيئًا ندفنه في صدورنا كي لا يميل.
تلك الأرواح التي تمشي حولي
تضحكُ بأصواتٍ باهتةٍ بلا دليل،
كأنها اعتادت أن تتجمّل بالحزن
وتتعطر بالصبر الجميل.
يا لهذا العالم كم هو غامض،
يشبه رسالةً لم تُكتب بالكامل،
ونحن نحيا بين سطرٍ وسطر،
نخاف النقطةَ الأخيرة، نخاف التأويل.
هناك وجعٌ لا يُقال باللسان،
ولا يُشفى منه بالعناق الطويل،
وجعٌ يسكن أعماقنا كدعاءٍ قديم
نكرره في كل ليلٍ، دون أن نعلم
إن كان يُستجاب أو يميل.
أمضي في الممرّ الطويل ولا أنظر خلفي،
فالذاكرة تلسع والعمر يميل،
لكن قلبي – رغم الغموض – ما زال حيًا،
يؤمن أنّ في آخر الظلام
ربٌّ لا ينسى ولا يغيب ولا يميل.



