خُلق الإنسان بالإنسانية

لينا عبدالغفور
خُلق الإنسان ليكون قلبًا نابضًا بالعطاء، لا جسدًا عابرًا في زحام الأيام.
خُلق ليشعر، ليتأمل، ليمسح دمعة، ويزرع ابتسامة في وجهٍ أنهكه التعب.
الإنسانية ليست كلمة تُقال، بل حالة من النقاء تعيش في الروح، تنبض كلما مرّ أمامنا وجعٌ أو أمل، فتوقظ فينا الرحمة قبل الحكم، واللين قبل القسوة.
كم من ملامح صامتة تخفي خلفها حاجات لا تُرى، وكم من نظرة طيّبة كانت بلسمًا دون أن تُقال.
فالإنسانية أن نُحسن الظن، أن نمدّ يدًا لمن يحتاج، أن نمنح دفئًا لمن تجمّد في صقيع الحياة.
هي في الكلمة الطيبة، في الصبر على الآخرين، في عفوٍ يتجاوز الخطأ، وفي دعاءٍ خفيٍّ لأحدهم دون أن يعلم.
الإنسانية لا تُعلَّم، إنها نورٌ يولد مع الإنسان، وكلما حافظ عليه، ازداد إشراقًا في عيون الكون.
فما خُلقنا إلا لنعمر الأرض بقلوبٍ تعرف كيف تُحبّ، وكيف تُسامح، وكيف تكون إنسانًا بحق.
وفي النهاية، تبقى الإنسانية هي المقياس الأصدق لقيمة الإنسان،
فبها تُقاس القلوب لا المظاهر، وبها تُخلّد الأسماء لا الألقاب،
وبها فقط… يستحق الإنسان اسمه.



