انطلاق تطبيق النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم في الأردن


منى يوسف حمدان الغامدي
في خطوة نوعية نحو تعزيز جودة التعليم في العالم العربي، أعلن مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، بالتعاون مع اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم ووزارة التربية والتعليم الأردنية، عن انطلاق تطبيق النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم في المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك خلال حفل رسمي أقيم في العاصمة عمّان.
وحظي الحفل بحضور رفيع المستوى تقدمه معالي وزير التربية والتعليم الأردنية رئيس اللجنة الوطنية، ومدير عام مركز اليونسكو الإقليمي، إلى جانب مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، تأكيدًا على أهمية هذا المشروع الاستراتيجي في دعم نظم التعليم العربية.
ويُعد النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم من أبرز المشاريع الاستراتيجية المستدامة التي أقرها مؤتمر وزراء التربية والتعليم العرب الرابع عشر، المنعقد في الدوحة يناير 2025م، حيث تم اعتماده رسميًا، ودعوة الدول العربية لتطبيقه ورفعه إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية
رؤية استراتيجية شاملة
أكد معالي وزير التعليم ورئيس مجلس إدارة المركز الأستاذ يوسف البنيان في كلمته أن هذا المشروع العربي ليس مبادرة محلية أو وطنية فحسب، بل يُعتبر إطارًا استراتيجيًا شاملًا يعكس طموحات الدول العربية في بناء منظومات تعليمية حديثة وفاعلة. وأوضح أن المشروع لا يقتصر على صياغة رؤية نظرية بل يسعى إلى تحويل الأفكار إلى سياسات عملية وممارسات واقعية، مشيرًا إلى أن تطبيق النموذج يأتي منسجمًا مع رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين – حفظه الله –، والتي وضعت التعليم والتدريب وتنمية القدرات البشرية في صميم النموذج التنموي الحديث
أهداف واضحة ومحددة
من جانبه، أوضح سعادة المدير العام للمركز الإقليمي للجودة والتميز الدكتور عبدالرحمن المديرس أن النموذج يهدف إلى:
- تعزيز تنافسية مخرجات التعليم العربي عالميًا.
- دعم تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030.
- تمكين الدول من تشخيص واقعها التعليمي واتخاذ إجراءات تحسين فعّالة.
- تطوير معايير للجودة في التعليم تستند إلى أفضل الممارسات الدولية.
كما أشار إلى أن هذه الانطلاقة صاحبتها برامج تدريبية لبناء القدرات استهدفت القيادات التعليمية، واللجان الإشرافية، والمقيمين، وسفراء التميز، بهدف تعريفهم بمنهجيات النموذج ومعاييره ومؤشراته وأدواته القياسية، بما يضمن جاهزية عالية لتطبيقه وفق خصوصية السياق الوطني الأردني
تعاون عربي نوعي
وأكد المديرس أن النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم يمثل ثمرة تعاون علمي وتربوي نوعي، يهدف إلى تمكين الدول العربية من بناء نظم تعليمية أكثر جاهزية واستجابة لتحديات المستقبل. كما أشاد بالشراكة بين المركز ومنظمة الألكسو ووزارة التربية والتعليم الأردنية، متطلعًا إلى أن يكون هذا النموذج منطلقًا لتحولات تعليمية نوعية تسهم في جودة وتميز التعليم بالمنطقة العربية.
وأضاف الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام لمنظمة الألكسو، أن هذا النموذج يشكل أداة مرنة وعملية لتدقيق جودة الأداء التعليمي، ويعكس التزامًا مشتركًا بتطوير التعليم العربي وفق أعلى المعايير العالمية