مطر وضوء قمر

سعود عبدالكريم سليهم
ضوءٌ خافتٌ يتسلّل من خلال زجاج نافذتي، يعكسُ بريقَ القمر، بينما يتدلّى غصنٌ يتراقصُ فرحاً مداعباً أوراقَ الشجر، كأنه عاشقٌ مشتاقٌ يُغنّي بصوت زخّات المطر.
جلستُ على أريكتي كعادتي مع قهوتي، وقد عانقَ أجفاني السهر، فاستوطنَ الحنينُ أركانَ المكان، مسترجعاً ذاك الزمان.
تسلّلت الأفكارُ إلى ذهني مثل خيوطِ الفجرِ التي تلامسُ الأرضَ بلطف، وتجمّلت الأركانُ برائحةِ القهوةِ وكأنها تعيدُ إليَّ بعضاً من الذكريات، تروي لي حكاياتٍ لم تُنسَ رغمَ مرورِ السنين.
أعدتُ النظرَ إلى ذلك الغصنِ المتدلّي، وكأنني أرى فيه صدى أحلامي تتراقصُ بين الضوءِ والظلال.
وفي تلك اللحظة، أدركتُ أنَّ الحنينَ جسرٌ يربطُ بين الماضي والحاضر، وأنَّ كلَّ ذكرى تعيشُ فينا كنجمةٍ تُضيءُ ليالينا.
أغمضتُ عينيَّ وسمعتُ همساتِ الزمان، وكأنني أستمعُ إلى أغنيةٍ قديمةٍ تعيدُ لي شعورَ الأمان.
وفي النهاية، قرّرتُ أن أحتفظَ بتلك الذكريات كما يحتفظُ المرءُ بالكنوز، وأن أعيشَ كلَّ يومٍ كأنه هدية، مليئاً بالأملِ والتجدّد.
فالحياةُ ليست سوى مجموعةٍ من اللحظات، وأنا هنا لأستمتعَ بكلّ لحظةٍ…
حتى لو كانت تحت ضوءِ ذاك القمر.




وصف جعلني اتخيل الكلمات وكأن النافذة امامي
ابدعت ا/ سعود 👏🏼👏🏼👏🏼