حين يصبح الوفاء وجعًا

سعود عبدالكريم سليهم
فصول متبدّلة وقلوب ثابتة
في زمنٍ تتبدّل فيه المواقف كما تتبدّل الفصول، تبقى القلوب الوفية وحدها ثابتة لا تعرف الانسحاب.
تلك القلوب التي لا تُجيد المساومة، ولا تتقن التلوّن، تظل على عهدها حتى وإن خذلتها الأيام.
لكن الحقيقة الموجعة أن الأوجاع ليست سوى ثمرةٍ للوفاء المفرط، فكم من قلبٍ حمل عبء الحب بإخلاصٍ نادر، ولم يجد في المقابل سوى الخذلان والبرود.
حين يُغتال النقاء على أعتاب اللامبالاة
نعطي بلا حدود، نهب الأمان والصدق، نزرع النقاء في تربةٍ جافة لا تنبت امتنانًا.
نروي الحلم بالحنان، فإذا به يذبل في صمت، ونقف نتساءل:
لماذا كان الألم بهذه القسوة؟
في عالمٍ مكتظٍّ بالوعود الزائفة، يصبح الوفاء امتحانًا قاسيًا للروح.
نُضحّي وننسى أنفسنا، نُحبّ كما لو أن الحب عبادة لا نرجو منها جزاءً، فإذا بالمشاعر تُغتال على أعتاب اللامبالاة.
الوعي المولود من الألم
ليس الألم نهاية الطريق، بل بدايته.
فكل وجعٍ يمرّ بنا يحمل درسًا يعيدنا إلى ذواتنا، يذكّرنا بأن ليس كل من أحببناه يستحق ما منحناه.
علينا أن نُعيد تعريف الوفاء — لا أن نلغيه — بأن نبدأه من أنفسنا أولًا، وأن نحفظ قلوبنا من نزيفٍ لا يراه أحد، لأن العطاء بلا تقدير يُصبح استنزافًا للروح لا بطولةً في الحب.
سلام يفوق الحب
النهاية الحقيقية ليست الفقد، بل الوعي.
أن تدرك متأخرًا أن أجمل أنواع الحب هو ذاك الذي يمنحك سلامك… لا وجعك.
فمن أرادك حقًا، لن يُتعبك، ومن أحبّك بصدق، لن يُعلّمك الألم دروس الوفاء.




الأوجاع ليست سوى ثمرةٍ للوفاء المفرط
حقيقة يا مبدع 👌🏼👌🏼👌🏼
مشاء الله تبارك الله مبدع ومرهف الاحساس