Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافة وفنون

“النجاة من سمّ العلاقات.. حين يكون الفراق أعظم انتصار”

ندى ابراهيم الجهني

ندى ابراهيم الجهني

ليست كل يدٍ تُمدّ إليك تُراد بها النجاة، فبعض القرب خنجرٌ مغروس في خاصرتك، وبعض الحنان ليس إلا أداة للسيطرة والخذلان.

يقتربون بثوب الدفء، وقلوبهم مليئة بالاضطراب، فتظنهم الدواء، وما هم إلا بداية العِلَل والآهات.

العلاقات السامة لها وجوهٌ تضحك لتُبكيك، وتدّعي الحُب لتسرق نورك، ثم تلومك إن خبتَ وتلاشت سماؤك.

يزرعون في صدرك الخوف ويسمّونه ثباتًا، ويُطفئون نجمك ليبقوا هم مضيئين في عتماتهم.

تُقاتل من أجلهم بكل ما فيك، ثم تُنسى كأنك لم تكن جزءًا من الحكاية، وتُهديهم قلبك نقيًا فيعيدونه إليك رمادًا منكسِرًا في ذاكرةٍ موجعة.

تُبرّر وجعك بأن الصبر بابٌ للجنة، دون أن تدرك أنك تسير نحو موتٍ بطيء بلا جنازة.

وحين تُفكر بالرحيل، تُلاحقك أصواتهم كصدى في الفلاة، يُوهمونك بأنك لن تعيش من دونهم، وهم من سرقوا منك الحياة أصلًا.

لكن الحقيقة أن النجاة ليست خيانة، بل ولادة جديدة بعد الفقد والشتات.

هي يدُ الله تمتد لتُعيدك إلى صفائك ونقائك بعد كل سقوطٍ وجرح.

احذر من الذين يُحبون ليملِكوا، لا ليُبهجوا قلبك، ومن الذين يُطفئون نورك ليبقوا مضيئين في ظلماتهم.

واعلم أن الله لم يكتب الحُب ليكسرك، بل ليُقيمك من عثراتك، وأن الخروج من علاقةٍ تُطفئك ليس فراقًا… بل إحدى أعظم المعجزات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى