Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الصحة والطب

دراسة: مشروبات «الدايت» أو منخفضة السعرات لا تشكّل بديلاً آمناً

ارتبطت المشروبات الغازية المحلّاة منذ سنوات بمخاطر صحية عديدة، مثل السمنة والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب، كما أشارت بعض الدراسات إلى صلتها بالسرطان.

لكن دراسة جديدة كشفت جانباً مثيراً للقلق؛ إذ وجدت أن تناول المشروبات الغازية بشكل منتظم قد يعزز نمو بكتيريا معوية ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، خصوصاً لدى النساء، وفق ما نشر موقع «أفريداي هيلث».

تأثير المشروبات الغازية على الميكروبيوم

قالت قائدة الدراسة، الدكتورة شارميلي إدوين تاناراجا، الباحثة في الطب النفسي بمستشفى جامعة فرانكفورت في ألمانيا:

«تشير بياناتنا إلى أن العلاقة بين المشروبات الغازية وأعراض الاكتئاب تنشأ عبر تأثيرها على الميكروبيوم (مجتمع الميكروبات في الأمعاء)».

الميكروبيوم هو منظومة من تريليونات البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تعيش في جسم الإنسان، معظمها في الجهاز الهضمي، ويلعب دوراً محورياً في الصحة الجسدية والنفسية.

النساء الأكثر عرضة للاكتئاب

أظهرت الدراسة أن النساء الأكثر استهلاكاً للمشروبات الغازية سجلن معدلات أعلى من الاكتئاب. فقد كانت النساء اللواتي شربن كميات كبيرة من هذه المشروبات أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 17% مقارنة بمن لا يشربنها بانتظام. كما سجلن أعراضاً أكثر حدة، مثل:

  • الحزن الشديد،
  • الأفكار الانتحارية،
  • كره الذات،
  • الإرهاق الحاد،
  • وصعوبة أداء المهام اليومية.

أما لدى الرجال، فلم تُلاحظ هذه العلاقة. ويرجح الباحثون أن الاختلافات الهرمونية أو استجابات الجهاز المناعي قد تكون السبب.

دور البكتيريا المعوية

بيّنت الدراسة أن النساء اللواتي استهلكن كميات كبيرة من المشروبات الغازية كُنّ أكثر عرضة لزيادة مستويات بكتيريا تُعرف باسم Eggerthella، وهي بكتيريا سبق أن ارتبطت بالاكتئاب.

وأوضح الباحثون أن السكريات البسيطة في هذه المشروبات تُخل بتوازن الميكروبيوم عبر تعزيز البكتيريا المسببة للالتهاب، وإضعاف الحاجز المعوي، وإعاقة المناعة المخاطية، ما قد يؤدي إلى التهابات تمتد إلى الجهاز العصبي المركزي وتسبب أعراض اكتئاب.

المشروبات الغازية «الدايت» ليست حلاً

أظهرت دراسة سابقة أن المشروبات الغازية «الدايت» أو منخفضة السعرات قد تزيد أيضاً من احتمالات الإصابة بمشكلات نفسية.

وقالت الطبيبة أُما نيدو، المتخصصة في الطب النفسي الغذائي في مستشفى ماساتشوستس العام:

«المحليات الصناعية والمواد الحافظة في بعض المشروبات الغازية قد تخل أيضاً بتوازن الميكروبات المعوية وتؤثر بالتالي على الصحة النفسية».

حدود الدراسة ودعوة للتغيير

ورغم أن الدراسة اعتمدت على مجموعة كبيرة من المشاركين وشملت تحاليل بيولوجية داعمة، إلا أن لها بعض القيود، أبرزها أن جميع المشاركين من ألمانيا، وأن البيانات الغذائية مبنية على استبيانات ذاتية، فضلاً عن أن الدراسة رصدية ولم تُثبت علاقة سببية مباشرة.

وأشار الباحثون إلى أن العلاقة بين النظام الغذائي والصحة النفسية قد تكون مزدوجة الاتجاه؛ فالاكتئاب قد يدفع البعض إلى استهلاك المزيد من المشروبات السكرية، مما يخلق حلقة مفرغة.

توصيات غذائية

أكد الخبراء أن كسر هذه الحلقة يبدأ بخطوات غذائية بسيطة، أبرزها تقليل استهلاك المشروبات الغازية.

ونصحت اختصاصية التغذية هنيس تونغ بالابتعاد عن التوقف المفاجئ، وتجربة بدائل صحية مثل:

  • الشاي غير المحلّى،
  • الماء المنقوع بالفواكه،
  • أو المياه الفوارة دون سكر.

وقالت:

«حتى الاستهلاك المعتدل قد يكون ضاراً، خصوصاً إذا حلّ مكان خيارات صحية؛ فالمشروبات الغازية لا تقدم أي فائدة غذائية وتضيف سعرات حرارية فارغة فقط».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى