تدريب أطفال اضطراب طيف التوحّد على مهارة التعميم: خطوة نحو الاستقلالية

يواجه أطفال اضطراب طيف التوحّد تحدياً بارزاً يتمثل في ربطهم للمهارات التي يتعلمونها بمكان محدد فقط، وهو ما قد يحد من قدرتهم على استخدام تلك المهارات في مواقف وبيئات مختلفة.
ويؤكد مختصون في مجال التربية الخاصة أن تدريب هؤلاء الأطفال على مهارة التعميم (Generalization) يُعد خطوة أساسية في برامج التأهيل، إذ تتيح لهم نقل ما تعلموه من بيئة واحدة إلى بيئات متعددة، مما يعزز استقلاليتهم في الحياة اليومية.
ما هو التعميم؟
التعميم يعني قدرة الطفل على تطبيق المهارة التي اكتسبها في مكان أو موقف واحد، ثم استخدامها في أماكن وأوقات أخرى. على سبيل المثال: إذا تعلم الطفل استخدام الملعقة في المنزل فقط فهذا ليس تعميماً، بينما إذا استطاع استخدامها في المدرسة أو المطعم أو عند الأقارب، فهذا يُعد دليلاً على نجاح عملية التعميم.
آليات التدريب
يشمل تدريب الأطفال على التعميم عدة خطوات، من أبرزها:
• إتقان المهارة في بيئة التدريب الأساسية.
• نقل المهارة تدريجياً لبيئات مختلفة ومتنوعة.
• تعزيز قدراتهم باستمرار لضمان استمرارية التعميم.
ويشير خبراء التربية الخاصة إلى أن الهدف من التعميم هو أن تصبح المهارات جزءاً أصيلاً من حياة الطفل اليومية، لا تقتصر على مكان واحد، مما يمنحه مزيداً من الثقة بالنفس والاعتماد على ذاته.
أهمية التعميم
تكمن أهمية هذه المهارة في أنها تساعد الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحّد على مواجهة تحديات الحياة اليومية بشكل أفضل، وتتيح لهم الاندماج في البيئات المختلفة، سواء في المدرسة أو الأماكن العامة أو داخل الأسرة، الأمر الذي يسهم في بناء مجتمع أكثر شمولية.
الخاتمة
إن تدريب أطفال اضطراب طيف التوحّد على مهارة التعميم ليس مجرد خطوة تعليمية، بل هو استثمار حقيقي في مستقبلهم، يفتح أمامهم آفاقاً أوسع للاندماج والمشاركة الفاعلة في المجتمع. فكلما تعززت قدرتهم على التعميم، كلما اقتربوا أكثر من تحقيق الاستقلالية والاعتماد على الذات، ليكونوا أفراداً فاعلين ومؤثرين في محيطهم.