حذّر باحثون في كلية الطب بجامعة ستانفورد من تزايد صرف أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه للأطفال في سن ما قبل المدرسة داخل الولايات المتحدة، وذلك بمعدل يفوق التوصيات الطبية المعتمدة من الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال.
فبحسب الإرشادات الطبية، يُفترض أن يخضع الأطفال المصابون بالاضطراب – بين سن الثالثة والخامسة – لبرنامج علاجي سلوكي يمتد ستة أشهر قبل التفكير في وصف الأدوية. غير أن التحليل الأخير للسجلات الطبية الإلكترونية كشف أن أكثر من 42% من الأطفال الذين شُخصوا بالاضطراب حصلوا على وصفات دوائية خلال الشهر الأول فقط من التشخيص.
وقال الدكتور يائير بانت، أستاذ مساعد في طب الأطفال بجامعة ستانفورد:
“لاحظنا أن كثيراً من الأطفال الصغار يصرف لهم الدواء بعد وقت قصير جداً من تشخيص إصابتهم، وهذا أمر مقلق، لأن العلاج السلوكي المبكر يترك أثراً إيجابياً على الطفل وعائلته، بينما الأدوية وحدها لا تبني المهارات اللازمة على المدى الطويل”.
وأوضح بانت أن العلاج السلوكي يزوّد الأسر والأطفال باستراتيجيات حياتية مستدامة، بينما الأدوية – رغم فعاليتها في التخفيف من الأعراض اليومية – قد تفقد تأثيرها مع مرور ساعات النهار، بل وتترك آثاراً جانبية أشد على الأجسام الصغيرة، مثل زيادة الحساسية العاطفية أو السلوك العدواني.
التحليل شمل أكثر من 712 ألف طفل زاروا عيادات في ثماني شبكات لطب الأطفال بين عامي 2016 و2023، وتبين أن 22.9% من الأطفال الذين لم يستوفوا حتى معايير التشخيص الكاملة تلقوا أدوية خلال أول 30 يوماً من الفحص.
وأشار الباحثون إلى أن صعوبة حصول الأسر على مراكز متخصصة في العلاج السلوكي تمثل أحد الأسباب الرئيسة وراء لجوء الأطباء المبكر لوصف الأدوية، معتبرين أن هذا التوجه يعكس تحدياً في المنظومة الصحية أكثر من كونه قراراً طبياً فردياً.
وبحسب “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها” (CDC)، فإن نحو 7 ملايين طفل أميركي تراوح أعمارهم بين الثالثة والـ17 عاماً شخصوا بالاضطراب. ولا يزال السبب الدقيق مجهولاً، لكن يُعتقد أن الوراثة والعوامل البيئية وإصابات الرأس وصحة الأم النفسية أثناء الحمل قد تلعب دوراً في ظهوره.
