Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المقالات

لغز مقتل محمد آل عيسى

قراءة الملاحظات لمحاولة كشف الخيوط الأولى

✍️الكاتبة: زينة سليم سالم البلوشي

✍️الكاتبة: زينة سليم سالم البلوشي

الجزء السادس

وصل المحقق “علي الأنصاري” إلى مركز الشرطة بعد يوم طويل من التحقيقات التي لم تسفر عن أي تقدم يُذكر. كان وجهه متجهمًا، فكلما غاص أكثر في تفاصيل القضية، زادت الأسئلة وتعقدت الإجابات.

مشى بخطى ثابتة نحو مكتبه وتوجه مباشرة إلى كرسيه الجلدي العتيق، الذي أُعد خصيصًا له منذ سنوات، لكنه لم يشعر بالراحة عليه كما كان من قبل. جلس ببطء وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يفتح دفتر ملاحظاته المتهالك. كانت الملاحظات مليئة بالتفاصيل، لكنها أكثر من ذلك، كانت مليئة بالفجوات أيضًا.

بدأ يراجع بعناية كل شيء: تصريحات أفراد الأسرة، الخادمة، الحارس، والمساعد الشخصي. كل كلمة، وكل همسة، بدت وكأنها تحمل سرًّا. ومع كل مرة يقرأ فيها، كان هناك شيء غامض يزداد وضوحًا، لكنه كان يحتاج إلى شيء آخر ليكمل الصورة.

ثم انتقل إلى تقرير الطبيب الشرعي، وكانت الكلمات التي قرأها تحوم في ذهنه مثل طيف مشوش: استنشق الضحية كمية كبيرة من مادة بيضاء خطيرة أدت إلى وفاته. لكن هذا التفسير أثار حوله تساؤلات أكثر من أي وقت مضى. كيف استطاع القاتل أن يمر دون أن يُكتشف؟ لا أثر لأي شخص آخر في مكتب الضحية، لا بصمات، لا خيوط، ولا أدلة على أن أحدًا دخل أو خرج من المكتب. كان هذا مستحيلًا.

كيف دخل القاتل إلى المكتب دون أن يراه أحد؟ بل، كيف استطاع أن يضع تلك المادة القاتلة أمام الضحية دون مقاومة؟ بدأ المحقق الأنصاري يشعر بشيء غريب يزحف داخل ذهنه. كل شيء بدا محكمًا للغاية، لكنه كان يعلم أن هناك شيئًا غريبًا في هذه الجريمة، شيء ما اختفى عن نظره.

في تلك اللحظة، قرر العودة إلى القصر وإعادة تمثيل الجريمة. كان عليه أن يركز أكثر، وأن يلاحظ ما فاته في المرة الأولى. كان هناك خيط ما يراه بوضوح، لكنه غير قادر على الإمساك به بعد. كان الدافع وراء هذه الجريمة يختبئ خلف ستار من الغموض، وقرر أن هذا هو الوقت المثالي لتكشف عيناه ما خفي عنها.

لكن قبل أن ينطلق، شعر بالحاجة إلى لحظة هدوء. كان عقله مشوشًا ويحتاج إلى صفاء ليتعامل مع هذه المعضلة المعقدة. حضر كوبًا من الشاي الأسود، جلس على مقعده في زاوية مكتبه الصغيرة، وأغمض عينيه للحظة. كانت تلك لحظة ترقب، لحظة تأمل في كل خطوة يجب أن يتخذها، حيث لا مجال للخطأ.

بعد دقائق قليلة من الاسترخاء، عاد المحقق إلى حالته الطبيعية، ليقرر أن الوقت قد حان للمضي قدمًا. طلب من عناصر الشرطة أن يستعدوا لمغادرة المركز استعدادًا لتمثيل الجريمة في القصر. بدا وكأن كل شيء يسير في اتجاه واحد نحو كشف الحقيقة، نحو القاتل الذي يختبئ في الظلال.

“انتبهوا لكل شيء”، كانت هذه آخر كلمات قالها لهم قبل أن يغادروا معًا في اتجاه القصر. كانت الساعة قد اقتربت من منتصف الليل، وكان القمر يلوح في السماء، يضيء المشهد الباهت حولهم. بدا أن كل شيء جاهز الآن لكشف السر الكبير الذي يحيط بمقتل محمد آل عيسى.

يتبع…

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى