قصة الراعي


✍️بقلم/ ناصر السالمي
في قديم الزمان، كان هناك رجل يُدعى مغول يعيش وحيدًا في منطقة جبلية وعرة. وذات يوم أصابه مرض شديد جعله طريح الفراش، غير قادر على الحركة.
وبينما كان يتألم من شدة المرض، مرّ به أحد الرعاة فسمع أنينه، فاقترب منه وسأله:
– ما بك يا أخا العرب؟
فقال مغول بصوت ضعيف:
– أنا مريض… أعطني قليلًا من الماء.
ناولَه الراعي الماء، لكنه لم يستطع أن يشرب، ففاضت روحه إلى بارئها. جلس الراعي حائرًا لا يدري ما يفعل، ثم خطرت في باله فكرة أن يقوم بدفنه، غير أنه لم يجد ما يعينه على ذلك، فعاد أدراجه إلى بيته. وفي الطريق التقى صدفة بأهل المتوفى، ففرح لرؤيتهم، وأخبرهم بما جرى، فذهبوا معه إلى حيث جثمان الرجل وقاموا بواجب دفنه.
وبعد الدفن، انصرف الراعي ليلحق بأغنامه، بينما جلس أهل الميت في بيته واختلفوا في تقسيم الميراث، إذ أراد كل واحد منهم أن يأخذ أكثر من نصيبه. وظلوا على هذا الحال ثلاثة أيام.
وفي اليوم الرابع كان الراعي يرعى أغنامه بالقرب منهم، فدخل عليهم وسأل:
– ما بكم يا إخواني؟
سكتوا جميعًا، فأعاد سؤاله مرة أخرى. عندها أجابه أصغرهم سنًا قائلاً:
– لقد اختلفنا في تقسيم الميراث، ولم يرضَ أحدٌ منا بالقسمة.
فقال لهم الراعي:
– هل ترضون أن أصلح بينكم؟
فأجابوه بصوت واحد: نعم.
جلس الراعي متكئًا على عصاه، وقال:
– ائتوني بجميع أملاكه.
فجاؤوا بها، فقام بتقسيم الميراث بينهم قسمة عادلة، للذكر مثل حظ الأنثيين. فرضي الجميع، وانصرف كل منهم إلى سبيله، إلا واحدًا ظل في مكانه.
وفي اليوم الخامس، عاد الراعي كعادته يرعى أغنامه، فوجد ذلك الرجل نائمًا…
يتبع…..