Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المقالات

محمد منيع أبوزيد يكتب الليل الذي لا يُهزم… حين يتحول الظلام إلى خصم أزلي

محمد منيع ابوزيد

محمد منيع ابوزيد

ليس هذا نصًا عن الليل الذي تعرفه…

ليس عن القمر، ولا عن العشاق، ولا حتى عن السهر والهدوء.

نحن هنا أمام كائن آخر، أقدم من الإنسان، وأذكى من الصمت، وأقوى من الخوف.

الليل في هذا النص ليس زمنًا يمر… بل خصم أزلي يدخل في معارك لا تنتهي مع البشر، يفوز فيها دائمًا، لا لأنه لا يُهزم، بل لأنه لا يبحث عن النصر التقليدي… بل عن شيء أعمق بكثير.

في السطور التالية، ستسمع صوت الليل نفسه، وستراه يتحول من ظل إلى مخلوق أسطوري، وستجلس معه وجهًا لوجه في حوار لا يُنسى… قبل أن يأخذك إلى أرضه حيث لا فجر ولا مخرج.

الليل الذي يتحدث

“أنا الليل… وأنت لست أول من يحاول عبوري.

على مر العصور، جاءني الملوك والعبيد، الشعراء والجنود، العشاق والقتلة، وكلهم ظنوا أنهم أقوى منّي.

لكنني لم أخسر أبدًا… لأنني لا أبحث عن الفوز، بل عن شيء أعمق: أن أترك أثرًا فيك لا يزول حتى آخر يوم في حياتك.”

يقترب مني، لا بخطوات، بل بانسحاب كل ما حولي.

الجدران تضيق، الهواء يثقل، وأصواتي الداخلية ترتفع حتى تغطي أي صوت آخر.

يضع أمامي ثلاثة خصوم: ماضيّ الذي لم يمت، حاضري المعلق، ومستقبلي الذي يقترب كظلّ طويل بلا ملامح.

الحوار في غرفة مغلقة

أنا: لن أسمح لك بالسيطرة عليّ.

الليل: (يضحك) السيطرة؟ لقد كنت أتحكم في إيقاع أنفاسك منذ زمن… كل مرة حاولت أن تنام للهروب مني، كنت أنا من يكتب أحلامك.

أنا: وماذا تريد الآن؟

الليل: أريدك أن ترى نفسك الحقيقية، تلك التي تخشاها. أريد أن أجلسك في غرفة بلا نوافذ، جدرانها ذكرياتك، سقفها مخاوفك، وأرضها احتمالات غدك.

حين يكشف الليل جسده الحقيقي

في آخر خيط من الضوء، يتحول… لم يعد مجرد ظلال، بل جسد ضخم مكوّن من دخان أسود، عيناه فجوتان بلا قاع، وصوته كصرير أبواب صدئة في قصر مهجور.

يمد يده — إن كانت يدًا — ويختطفني إلى أرض ليست أرضًا، ولا زمنًا.

أبواب ثلاثة أمامي:

الأول يفتح على طفولتي التي هجرتني، الثاني على حاضري الممزق، والثالث على مستقبل يلوح كعاصفة بلا اتجاه.

“اختر”، قال الليل.

لكنني لم أتحرك… أدركت أن أي باب سأفتحه لن يعيدني كما كنت.

اللحظة التي فهمت فيها اللعبة

الليل لا يريد قتلي… الليل يريد أن يعيد صياغتي.

يريد أن أخرج منه وأنا شخص آخر، شخص يعرف أن النهار مجرد هدنة، وأن الفجر لا يعني التحرر، بل استراحة قبل الجولة التالية.

 سر الليل الأزلي

على مر العصور، لم ينتصر أحد على الليل، لأنه لا يمكن هزيمته بالسيف ولا بالكلمات.

الليل يربح دائمًا… ليس لأنه أقوى، بل لأنه أقدم، وأذكى، وأكثر صبرًا.

الذين يخرجون منه أحياء، لا ينجون منه حقًا، بل يحملونه في قلوبهم، يسافر معهم، يزورهم كل مساء، ويجلس على نفس المقعد منتظرًا… حتى اللحظة التي يقرر فيها أن يفتح أبوابه من جديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى