السعودية.. منارة التسامح الإنساني في يومه العالمي

في السادس عشر من نوفمبر من كل عام، يحتفي العالم بـ اليوم الدولي للتسامح، الذي أقرّته الأمم المتحدة تأكيدًا لأهمية نشر ثقافة التفاهم والتقبل بين الشعوب والأمم. إنه يوم تتجلى فيه أسمى القيم الإنسانية التي تدعو إلى نبذ التعصب والكراهية، وإحلال لغة الاحترام والحوار محل الخلاف والانقسام.
وفي ظل هذه المناسبة العالمية، تبرز المملكة العربية السعودية كنموذجٍ رائدٍ في ترسيخ قيم التسامح والتعايش الإنساني، من خلال مبادراتها ومؤسساتها التي تعمل على تعزيز ثقافة السلام والوئام بين مختلف الثقافات. فالتسامح في المملكة ليس شعارًا مؤقتًا، بل هو نهج حضاري أصيل يستمد جذوره من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ومن رؤية وطنية تؤمن بأن التعايش هو أساس التنمية والاستقرار.
وفي هذا الإطار، أعلن مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري بالتعاون والتنسيق مع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينة المنورة عن إطلاق المسابقة الوطنية التطوعية “السعودية.. منارة التسامح الإنساني”، بمناسبة اليوم الدولي للتسامح 2025، والتي تُقام فعالياتها خلال الفترة من 10 إلى 12 نوفمبر 2025م، في عمل تكاملي لتحقيق رؤية وطن من منبع الرسالة النبوية ومن مهد الحضارة الإنسانية في المدينة المنورة.
وتأتي هذه المسابقة كمنصة وطنية لإبراز إبداعات الشباب والمبدعين في مجالات الفن، والحرف، والكتابة، والتصميم، والفيديو التوعوي، والخط العربي، بما يجسد قيم التسامح والتعايش الإنساني عبر الإبداع والفن.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز ثقافة التسامح والتفاهم بين فئات المجتمع، واكتشاف المواهب الوطنية الشابة، إلى جانب تأكيد الدور الريادي للمملكة كمنارة عالمية للسلام الإنساني. كما تمنح المشاركين فرصة الحصول على اعتماد 20 ساعة تطوعية وشهادات تقدير، مع عرض الأعمال الفائزة في معرض “التسامح يجمعنا”، الذي يُعد مساحة فنية تعبّر عن الجمال الإنساني المشترك بين الجميع.
وبالتنسيق والإشراف من قبل الأستاذة منى يوسف الغامدي، مشرفة مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري، تتجسد هذه المبادرة في صورة مشرقة تعكس روح الوطن الذي يحتضن الجميع بمحبة وتسامح. فحين تتلاقى الفن والإنسانية، يصبح التسامح لوحة تُرسم بالأمل وتُضيء دروب المستقبل.
إن التسامح ليس مجرد قيمة إنسانية فحسب، بل هو جسر يمتد بين القلوب، ومنارة تنير طريق العالم نحو سلامٍ أعمق وعدالةٍ أوسع. ومن المملكة تنطلق هذه الرسالة الإنسانية الخالدة:
“بالتسامح.. نحيا، وبالاحترام.. نرتقي.”



