Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المقالات

المدينة المنورة تحتفي بأسبوع الطفل الأدبي: نحو جيل قارئ ومبدع

منى يوسف حمدان الغامدي

منى يوسف حمدان الغامدي

حراك ثقافي يعانق عالم الطفولة

تعيش المدينة المنورة هذه الأيام أجواء ثقافية نابضة بالإبداع مع انطلاق أسبوع الطفل الأدبي الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، باستضافة كريمة من الجامعة العربية المفتوحة، وبالتعاون مع جمعية أدب الطفل وثقافته، وذلك على مدى سبعة أيام متواصلة من الفعاليات والأنشطة الموجهة للأطفال واليافعين وأسرهم.

ويأتي هذا الأسبوع تحت شعار “نفتح الأبواب بالعلم”، في احتفاء وطني يعكس رؤية المملكة في دعم ثقافة الطفل والأدب والإبداع والابتكار ورعاية الموهوبين، ويمزج بين المعرفة والخيال والكلمة والدهشة، ليكون الأدب جسراً يصل الطفل بعالم القراءة والتعبير والتفكير الإبداعي، ويعزز شغفه بالاكتشاف وصناعة الحكاية.

 تجربة الحكواتي: بين الطفولة والمهنة

لقد كانت مشاركتي في هذا الحدث من خلال تقديم فقرة “الحكواتي للأطفال” تجربةً نوعية ومميزة في مسيرتي المهنية والثقافية، وأشكر الدكتور سعد الرفاعي، رئيس مجلس إدارة الجمعية، على ثقته بترشيحي لهذه المهمة التي قرّبتني أكثر من عالم الطفولة.

وجدتُ في هذا العالم أرضًا خصبة لغرس القيم في نفوس الأطفال، وأهمها حب العلم واللغة والثقافة والقصص، إضافةً إلى تعزيز مهارات التواصل من خلال لغة الجسد ونبرات الصوت والإلقاء السليم. وقد أتاح لي هذا الدور فرصة الإبحار معهم في عوالم الخيال والإبداع، وتشجيعهم على نظم القصائد ورواية القصص وكتابتها، إلى جانب إتقان فنون الإلقاء والخطابة.

وتعيدني هذه التجربة بذاكرتي إلى بداياتي الأولى، حين شاركتُ في برامج أطفال تلفزيون المدينة. كان والدي – رحمه الله – أول من آمن بموهبتي وتعلقي باللغة، واصطحبني للمشاركة في تقديم فوازير رمضان، وهناك تعلّمت فنون الحديث وتعززت ثقتي بنفسي منذ تلك الوقفة الأولى أمام الكاميرا.

تكامل ثقافي في خدمة أدب الطفل

نحن نعيش اليوم عصرًا ذهبيًا في ظل رؤية وطنية طموحة، تقوم على العمل المؤسسي والشراكة الفاعلة. ويجسد أسبوع الطفل الأدبي هذا التكامل بين هيئة الأدب والنشر والترجمة وجمعية أدب الطفل، بما يقدمه من برامج نوعية ومسابقات شعرية وورش أدبية وفنية تمزج بين التعليم والمتعة والتجريب الفني، وتشجع الأطفال على التعبير عن ذواتهم من خلال القصة والشعر والدراما الإبداعية.

 إقبال واسع وبرامج ملهمة

منذ اليوم الأول، شهد الأسبوع إقبالًا كبيرًا من المجتمع المحلي، حيث شاركت الأسر والأطفال في أنشطة تفاعلية متنوعة، أبرزها:

  • ورش صناعة الحكاية
  • فعاليات القراءة بالألوان
  • عروض مسرحية وشعرية

وقد منحت هذه البرامج الأطفال مساحة آمنة للخيال والتعبير، وأسهمت في بناء جسور التواصل بين المبدعين الصغار والمختصين في أدب الطفل، ما يعزز ثقافة القراءة ويصقل ذائقتهم الأدبية ويغرس فيهم حب اللغة والانفتاح على الفكر والإبداع.

 مستقبل يُكتب بأقلام الصغار

هكذا تفتح المدينة المنورة أبوابها هذا الأسبوع على عوالم الطفولة والخيال والفكر والإبداع، حيث يلتقي الأدب بالعلم، وتُصاغ حكايات الغد بأقلام صغار اليوم.

فبوركت هذه الجهود التي تولي الطفل جلَّ اهتمامها، فهم جيل المستقبل وبُناة الحضارة، وعليهم يُعقد الأمل في تحقيق رؤية وطن طموح يعانق السحاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى