الجلسات العلمية في ملتقى مآثر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح

منى يوسف حمدان الغامدي
(دروس وعِبَر وعطاء علمي راسخ)
استكمالًا لما تم تناوله في المقال السابق حول الجلسات العلمية التي يشهدها ملتقى مآثر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح – رحمه الله –، جاءت هذه الجلسات لتؤكد عمق الأثر العلمي والفكري لسماحته وتنوع مجالات عطائه، وذلك بمشاركة نخبة من أصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب المعالي والمشايخ.
جهود في تزكية النفوس والتفسير والعقيدة والفقه
ترأس الجلسة العلمية الأولى معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن منيع، حيث تناول العلماء المشاركون محاور متعددة في مسيرة الشيخ الجليلة، فقدم فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ محورًا بعنوان جهود سماحته في تزكية النفوس وصلاح القلوب، مبينًا ما تميزت به دعوته من أثر روحي عميق في إصلاح المجتمع.
وفي المحور الثاني، استعرض فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي جهود سماحته في علم التفسير، موضحًا عمق فهمه للقرآن الكريم وأسلوبه في تبسيط معانيه وربطها بواقع الناس.
أما المحور الثالث، فقد خصصه فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر لبيان جهود سماحته في تعزيز عقيدة السلف وترسيخ المنهج الوسطي القائم على الكتاب والسنة.
واختتمت الجلسة بكلمة فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الردادي الذي تناول جهود سماحته في الفقه، مبينًا مكانته الفقهية وإسهاماته في ترسيخ الفقه الإسلامي وخدمة القضاء.
الدعوة إلى الله وإعزاز شعيرة الأمر بالمعروف
وفي ختام اليوم الأول، انعقدت الجلسة الخامسة بعد صلاة العشاء، والتي خُصصت لبحث جهود سماحته في الدعوة إلى الله وإعزاز شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ترأس الجلسة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
افتُتحت الجلسة بمحور حول جهود سماحته في الدعوة إلى الله قدمه فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي، مستعرضًا أساليبه الحكيمة في الدعوة ومخاطبة الناس بما يلائم عقولهم وواقعهم.
أما المحور الثاني، فتناول حث سماحته على طلب العلم وإجلال العلماء، وقدمه فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور سعود الخلف، مستعرضًا مواقفه المشهودة في تعظيم العلم والعلماء.
وفي المحور الثالث، تحدث فضيلة الشيخ الدكتور بدر بن ناصر البدر عن جهود سماحته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مبرزًا دوره الريادي في ترسيخ هذه الشعيرة.
واختتمت الجلسة بحديث فضيلة الشيخ الدكتور فهد القايدي حول جهود سماحته التربوية وأثره في بناء الأجيال وغرس القيم.
إرث علمي خالد واستجابة لتوجيهات القيادة
لقد كانت هذه الجلسات العلمية ثرية في محتواها، شارك فيها نخبة من العلماء وأصحاب المعالي والمشايخ، مما جعل هذا الملتقى متميزًا في طرحه ومضمونه وأهدافه ومخرجاته، ومواكبًا لتطلعات رئاسة الشؤون الدينية بقيادة معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس وفريق عمله، الذين أولوا اهتمامًا كبيرًا بتقدير العلماء وترسيخ القيم التي تعلي من شأن العلم وأهله، وتحفظ إرثهم وتاريخهم وسيرتهم العطرة.
ويأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة في ظل رؤية وطنية مباركة تؤمن بأن الأمم تُبنى بسواعد علمائها وتُزهر بعطاءاتهم الممتدة.
