فكر مختلف وصناعة أثر: قراءة في الملتقى الدولي للجودة 2025

بقلم / منى يوسف الغامدي
برعاية معالي الأستاذ يوسف البنيان وزير التعليم ورئيس مجلس إدارة مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، اختتمت فعاليات الملتقى الدولي للجودة 2025 الذي جاء بالتزامن مع الاحتفاء باليوم العالمي للجودة تحت شعار:
(الجودة: فكر بشكل مختلف لتحقيق الرؤية وصناعة الأثر من خلال الجودة والتميز).
منصة معرفية عالمية تقود التغيير
شكّل الملتقى محطة معرفية رفيعة جمعت نخبة من الخبراء وصناع القرار من مختلف دول العالم، تحت قيادة المدير العام للمركز الدكتور عبدالرحمن المديرس ومساعدته الدكتورة فاطمة الرويس. وقد سطّر المركز بفريقه ومنجزاته صفحة مشرفة في سجل الجودة، انطلاقاً من مقره في مدينة الجبيل الصناعية، أول مدينة تعلم سعودية معتمدة من اليونسكو منذ عام 2020.
على مدار يومين، حلّق المشاركون عبر جلسات نوعية لمناقشة التحديات العالمية، التحولات الرقمية، الابتكار المؤسسي، مستقبل التعليم، واستعراض أفضل الممارسات الإقليمية والدولية.
مدن التعلم الذكية… رؤية تتجاوز الحدود
أضاءت كلمة معالي وزير التعليم على توجه المملكة نحو تعزيز جودة التعليم وتناغمها مع معايير مدن التعلم العالمية، لتمكين المؤسسات التعليمية والمجتمعية من تحقيق أثر مستدام وملموس.
كما تمت الإشادة بانضمام خمس مدن سعودية إلى شبكة مدن التعلم العالمية، ومنها المدينة المنورة التي حققت حضوراً دولياً لافتاً عبر جوائز رفيعة من اليونسكو. ويعود هذا التميز إلى قيادة سمو أمير المنطقة الأمير سلمان بن سلطان، وتكاتف القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، إضافة إلى جهود الإدارة العامة للتعليم بقيادة الأستاذ ناصر العبدالكريم التي واصلت رفع مؤشرات الأداء وتحقيق منجزات نوعية.
مدن التعلم… نموذج للحياة لا مجرد مفهوم تنظيمي
أكد الملتقى أن مدن التعلم الذكية ليست إطاراً إدارياً بل نموذجاً متكاملاً للتعلم مدى الحياة، يدعم التنمية المستدامة ويرتقي بجودة الحياة المؤسسية والمجتمعية.
أبرز توصيات الملتقى
اختتمت الفعاليات بخارطة توصيات نوعية تشكل توجهاً استراتيجياً لمستقبل الجودة والابتكار في التعليم، ومن أهمها:
تعزيز التكامل بين الجودة والابتكار والحوكمة لضمان الكفاءة والاستدامة.
دعم الابتكار المؤسسي لقيادة التحول الرقمي والتنمية المستدامة.
تمكين الجامعات ومراكز البحوث من ابتكار نماذج تعليمية متقدمة.
اعتماد إدارة الجودة الشاملة كمنهج يعزز الشفافية والتحسين المستمر.
إدماج الاقتصاد الإبداعي في استراتيجيات التعليم العالي والفني.
تمكين النساء والشباب عبر برامج تدريبية تمول الابتكار والإبداع.
إنشاء شبكة إقليمية للممارسات الإبداعية لتبادل التجارب الرائدة.
تطوير أداة قياس موحدة لمعايير الجودة في الإبداع بدول العالم الإسلامي بالشراكة مع الإيسيسكو.
تمكين الطلبة من خلال مجالس الجودة الطلابية ومختبرات التحسين وتطبيقات الابتكار الرقمي.
تبني رؤية إنسانية للتعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي تضمن العدالة الرقمية وتمكن المعلم وتقلص الفجوة التقنية.
تعزيز أطر الحوكمة الأخلاقية لضمان الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة.
رؤية وطن يستشرف المستقبل
يأتي هذا الملتقى ليعكس قوة الحراك المعرفي السعودي، ورؤية وطن يخطط ويبدع وينفذ بإرادة قيادية داعمة وعقول وطنية تصنع أثرها للعالم.
إنها السعودية التي تفكر… وتبتكر… وتستشرف مستقبل التعليم للبشرية جمعاء.
حرر في 14 نوفمبر 2025م



