Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الصحة والطب

الشاشات تسرق ذكاء الأطفال: دراسة كندية تحذّر من مخاطر وقت الشاشة على التحصيل

في عصرٍ أصبح فيه الجهاز اللوحي والهاتف الذكي جزءًا من الحياة اليومية، ومع تزايد اعتماد الأطفال على الشاشات في التعلم والترفيه والتواصل، تبرز تساؤلات مقلقة حول الأثر الحقيقي لهذا الانغماس الرقمي على عقولهم ونموهم المعرفي.

دراسة عالمية حديثة تابعت أكثر من 3000 طفل على مدى 15 عامًا (2008 – 2023) قدّمت إجابة صريحة: كل ساعة إضافية يقضيها الطفل يوميًا أمام الشاشات قد تكلّفه تراجعًا ملحوظًا في تحصيله الدراسي.

أثر مباشر على القدرات العقلية

أظهرت نتائج الدراسة أن زيادة ساعة واحدة يوميًا أمام الشاشات ترتبط بانخفاض فرص تحقيق درجات مرتفعة في مادتي القراءة والرياضيات بنسبة تتراوح بين 9% و10%.

ويرى الباحثون أن هذا التأثير لا يقتصر على التحصيل الدراسي فحسب، بل يمتد ليشمل مهارات التركيز والانتباه والتفكير التحليلي، وهي مهارات جوهرية في نمو الذكاء لدى الأطفال.

ويُعزى هذا التأثير إلى أن الوقت الطويل أمام الأجهزة يقلل من فرص الطفل في ممارسة أنشطة أخرى تُنشط الدماغ، مثل القراءة التفاعلية، والألعاب الذهنية، والحوار المباشر مع المحيط الأسري، ما يؤدي تدريجيًا إلى إضعاف دوائر الدماغ المسؤولة عن التفكير العميق وحل المشكلات.

ما وراء الأرقام: تغيّر في بنية التفكير

يحذّر الباحثون من أن المشكلة ليست فقط في قضاء وقت طويل أمام الشاشة، بل في نوعية المحتوى الذي يتعرض له الطفل. فالمواد السريعة والمحفّزة بصريًا – كالفيديوهات القصيرة والألعاب الرقمية – تجعل الدماغ يعتاد على الإشباع الفوري للمعلومة، مما يضعف قدرته على الصبر والمثابرة والتفكير النقدي.

وبمرور الوقت، يصبح الطفل أقل قدرة على التركيز لفترات طويلة وأقل حماسًا للأنشطة التعليمية التي تتطلب جهدًا ذهنيًا متواصلاً.

دور الأسرة في الحماية

لا تعني نتائج الدراسة أن الحل هو منع الشاشات كليًا، بل إدارة استخدامها بحكمة. وهنا تبرز مسؤولية الأسرة في خلق توازن صحي بين العالم الرقمي والحياة الواقعية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

  • تحديد وقت الشاشة اليومي بما يتناسب مع عمر الطفل واحتياجاته التعليمية.
  • تشجيع الأنشطة الذهنية والبدنية مثل القراءة، اللعب الجماعي، والرسم.
  • متابعة الأداء الأكاديمي والسلوكي بانتظام لاكتشاف أي تأثيرات مبكرة.
  • الحوار مع الطفل حول المحتوى الذي يشاهده وتعليمه كيفية التفاعل الواعي مع المعلومات.

خلاصة

تكشف هذه الدراسة أن التكنولوجيا، رغم كونها أداة قوية في التعليم والترفيه، قد تتحول إلى عقبة أمام تطور القدرات العقلية إذا لم تُستخدم بوعي. فساعة واحدة إضافية يوميًا أمام الشاشة ليست مجرد وقت ضائع، بل قد تكون فارقًا بين طفلٍ يتفوّق في دراسته وآخر يعاني من صعوبات في الفهم والتركيز.

إن بناء جيلٍ ذكيّ ومبدع في عصر التكنولوجيا لا يتحقق بمنع الشاشات، بل بترشيد استخدامها وتوجيهها لتكون وسيلة للنمو، لا عائقًا له

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى