عبدالعزيز بن علي الناصر المحمد العماري

محمد منيع ابوزيد
سيرة رجل حمل قيم الكرم والكفاح وصنع مجده بجهده
النشأة والجذور
وُلِد الشيخ عبدالعزيز بن علي الناصر المحمد العماري في مدينة جدة عام 1363هـ، ونشأ في بيتٍ عُرف بالكرم والعمل الدؤوب والالتزام بالقيم الأصيلة. وقد اختار له والده اسم “عبدالعزيز” حبًا وتقديرًا لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه –.
تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدينة بيروت، وهناك تشكّلت ملامح شخصيته المبكرة بين الانفتاح على العالم الخارجي والتمسك بأصالة الجذور التي نشأ عليها.
بداياته العملية وتكوينه المهني
منذ سنوات شبابه الأولى، كان قريبًا من والده علي الناصر المحمد العماري وأخيه ناصر علي العماري – رحمهما الله –، فتعلم منهما أصول التجارة وفنون الإدارة، وتشرب منهما قيم الجدية والالتزام والاعتماد على النفس.
بدأ مسيرته العملية في مجال حفر الآبار في الهجر التابعة لمناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكان من أوائل من أدخلوا المعدات الحديثة إلى هذا القطاع الحيوي، ما شكّل نقلة نوعية في مستوى الخدمات آنذاك.
ريادة الأعمال وتنوع الاستثمارات
بعد وفاة والده – رحمه الله – واصل الشيخ عبدالعزيز مسيرة العطاء بعزيمة وإصرار، فاتجه إلى استيراد السيارات الألمانية بالتعاون مع عدد من التجار في جمهورية مصر العربية، ما منحه خبرة واسعة في مجال التجارة الدولية والتعامل مع الأسواق العالمية.
ثم وسّع نشاطه التجاري واستثمر في القطاع العقاري في المدينة المنورة وجدة، حيث كان يشتري الأراضي ويقيم عليها العمائر التجارية والشقق السكنية، حتى أصبح واحدًا من أبرز رجال الأعمال في جدة والمدينة ورابغ والقصيم.
سماته الشخصية وأخلاقه الرفيعة
عُرف – رحمه الله – بكرمه الواسع وتواضعه الجم وحرصه الكبير على صلة رحمه، فكان محبوبًا بين أهله ومعارفه ومحل تقدير من كل من عرفه وتعامل معه.
كما عاش فترة من شبابه في بيروت أثناء دراسته، الأمر الذي أكسبه خبرة في التعامل مع الثقافات المختلفة والانفتاح على العالم، ووسّع من مداركه في إدارة الأعمال والعلاقات.
وفي سن السابعة عشرة، أرسله والده إلى ألمانيا لشراء حفارات ألمانية لصالح مشروع حفر الآبار، وكانت تلك الرحلة المبكرة نقطة تحولٍ كبرى في حياته العملية، حيث صقلت شخصيته ومنحته الثقة في خوض مجالات العمل الحديثة.
الرحيل والذكرى الخالدة
في يوم الجمعة 3 ذي الحجة 1446هـ، انتقل الشيخ عبدالعزيز – رحمه الله – إلى رحمة الله تعالى، وصُلِّي عليه بعد صلاة الجمعة ودُفن في مقبرة حواء بجدة، تنفيذًا لوصيته بأن يُدفن إلى جوار والدته وأخته آمنة اللتين توفيتا قبله بأشهر – رحمهم الله جميعًا –.
الأبناء والذرية
خلّف – رحمه الله – عددًا من الأبناء البررة الذين يواصلون مسيرته ويحملون إرثه:
فهد، بندر، عماد، نواف، مشعل (متوفى وله أبناء)، عبدالله، صالح، علي، ماهر، سليمان، خالد، إبراهيم، فيصل (متوفى)، فيصل الثاني، سعود، محمد، تركي.
وله من الإناث
العنود ولها أبناء – رحمها الله- مشاعل و هند و جوهرة و خلود و نوف و وعد و نجود و عهود و بسمة
إرثٌ خالد وسيرة تُروى بفخر
لقد كان الشيخ عبدالعزيز بن علي الناصر المحمد العماري مثالًا للرجل العصامي الذي صنع مجده بجهده وإيمانه وعزيمته، وأسهم في نهضة وطنه بمجالات متعددة من التجارة إلى الاستثمار والخدمة الاجتماعية.
رحمه الله رحمة واسعة، وجعل ما قدمه من عملٍ وإحسانٍ في ميزان حسناته، وأبقى ذكراه حية في قلوب أبنائه وأحفاده وكل من عرفه وأحبه.
المصدر الاستاذ عبدالله بن عبدالعزيز العماري



