Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المقالات

الجلسة النسائية في ملتقى مآثر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح

منى يوسف حمدان الغامدي

منى يوسف حمدان الغامدي

حديثٌ عن القضايا الأسرية والاجتماعية

دور المرأة في البناء الأسري والاجتماعي

إيمانًا من رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي بقيادة معالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السديس بأهمية دور المرأة المسلمة في الحياة الأسرية والاجتماعية والوطنية، خُصصت الجلسة السادسة في مستهل اليوم الثاني من أيام ملتقى مآثر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح وجهوده في المسجد النبوي بعنوان:

“عناية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح بالقضايا الأسرية والاجتماعية”.

وتكريمًا لعائلته المباركة، ترأست الجلسة الأستاذة فاطمة بنت عبدالعزيز بن صالح، وشاركت في محاورها حفيدتاه الأستاذة مشاعل بنت أحمد بن عبدالعزيز الصالح والأستاذة بسمة بنت محمد بن عبدالعزيز الصالح في المحور الأول، حيث تحدثتا عن علاقة الشيخ ببناته وأهل بيته في حديثٍ ثريٍ مفعمٍ بالذكريات العطرة والحب الكبير والفخر العظيم.

 الأب الحنون والعالم الموسوعي

تناولت الحفيدتان جوانب من شخصية سماحته، مشيرتَين إلى برّه بوالده، إذ كان لا ينسب نفسه ولا يُعرف باسم عائلته، بل باسم أبيه برًا به. وكان أبًا عطوفًا يتابع مسيرة أبنائه التعليمية بنفسه كولي أمر، لا كرئيسٍ للمحاكم الشرعية أو إمامٍ وخطيبٍ للمسجد النبوي.

وتحدثتا عن هيبته وعطفه على بناته، إذ كان يحتضن ابنته ببشته عندما يدخل على أهل بيته، كما أشارتا إلى عدله بين زوجتيه، فالعدل والإنصاف قاعدة راسخة لديه، وإلى برّه بأخيه الأكبر عثمان وعلاقته بالعمة شيخة التي يكن لها كل الاحترام والتقدير.

كما استعرضتا مشهد طابور العيدية الذي كان يشعر فيه كل حفيد وكل ابن بأنه الأقرب إلى قلبه، وكان يقول عبارته التي حفظوها عنه: “أنعم الله” فيردون عليه بصوت واحد: “حياك الله”.

رائحة البخور المميزة كانت تنبعث من مجلسه العامر الذي يفتحه كل ليلة بعد صلاة المغرب لاستقبال أهل المدينة وزوارها، فيما يلتزم أهل بيته بخفض الصوت والهدوء والسكينة في ذلك الوقت احترامًا لموعد استقبال الضيوف.

في بيته دروس تُعلَّم ومواقف تُدرَّس، ولم يتوقف مجلسه حتى بعد وفاته. وبعد سنوات من رحيله تبقى رحلة الذكريات ورحيقها العطر يعطر كل بيت في المدينة، فسيرة الجد صفحات مضيئة عطرة؛ إمامًا وقاضيًا ومصلحًا اجتماعيًا ومربيًا يبقى أثره ممتدًا وإرثه التربوي تفاخر به الأجيال.

 في خدمة الأسرة والمجتمع

في المحور الثاني، تحدثت سعادة الدكتورة فوز بنت محمد الصالح عن عناية سماحته بقضايا الأسرة، أما المحور الثالث فقد تناولت فيه الدكتورة ميمونة أحمد فوتاوي عناية الشيخ بقضايا المجتمع.

واستحضرت الدكتورة ميمونة ذكرياتها من طفولتها إذ كان بيت أهلها مجاورًا لبيت الشيخ، وتوقفت عند خطبه التي تميزت بعنايته بالأسرة واستقرارها، وحرصه على وجود روابط قوية بين أفراد المجتمع، كما تناولت حديثه عن التعاملات المالية وأثر نجاحها في الاستقرار المجتمعي، وأثر فسادها في ضياع حقوق الناس.

وتحدثت كذلك عن صلة الرحم التي تعمق أواصر الترابط المجتمعي، وعن تلاوة الشيخ لسورة الرحمن في صلاة العيد وارتباط أهل المدينة روحانيًا ووجدانيا بصوته الشجي الذي يلامس شغاف القلوب.

أبيات وفاء في ختام الجلسة

واختتمت الجلسة بمشاركة متميزة للأستاذة آمال بنت إبراهيم عمر كمال التي بدأت حديثها بأبيات شعرية نظمتها في أثناء افتتاح الملتقى، قالت فيها:

الفخر أن يرعى الأمير الملتقى

هذا يزيد تميزًا هذا اللقا

لاسيما وابن السديس دعا الملا

طابت مناسبة تتم تألقا

هات المداد وسطر الأفكارا

ولى ظلام الجهل فارع نهارا

بالعلم تُبنى أمة مرموقة

والعالمون يشيدون فخارا

وقالت: مهما استرسلت في وصف فضل الشيخ ونواله؛ لم أستطع الحصر في ميدانه ومجاله، فالحديث شيق، ولكن الوقت ضيق، وختمت بقولها:

جفّ المداد وما انتهت أفضاله

وتوقفت أقوالنا لكن تلك فعاله

ماذا يقول الشعر عن نجم مضى

وتكلمت بعد الممات خصاله

عبدالعزيز حباك ربي جنة

وُضع القبول لمن زكت أعماله

لقد ضربت المملكة العربية السعودية أروع الأمثلة في رعاية العلماء وإكرامهم،

فقد عرفت المملكة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله أن نهضة الأمم لا تقوم إلا على أكتاف العلماء، فكانت رعايتهم سياسة راسخة لا شعارا عابرا؛ يكرمون في حياتهم ويخلد ذكرهم بعد مماتهم، ويُتاح لهم الميدان ليبصروا الأجيال، ويغرسوا فيهم القيم والاعتدال

كلمة مؤثرة من معالي الشيخ السديس

وفي ختام الجلسة النسائية، جاءت مداخلة صوتية هاتفية مؤثرة من معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس كان لها وقع كبير في نفوس أهل بيت سماحته والحاضرات، حيث أكد أن النساء شقائق الرجال، وأن المرأة صنو الرجل في هذه الحياة.

وأشار إلى أن سماحة الشيخ كان أئمة في إمام ومكانته العظيمة ومنزلته الكبيرة في قلوب المسلمين خالدة، وذكره في مجتمع المدينة يعطر المجالس. كما أكد أن جانب عناية سماحته بأسرته وأهل بيته وعلاقته بأبنائه يمثل منهج التأسي بسنة النبي محمد ﷺ الذي قال: (استوصوا بالنساء خيرًا).

وأضاف أن الشيخ وزوجته وأبناءه وبناته قاموا بدورهم ليكونوا عونًا وعضدًا له في أداء مهامه ومسؤولياته، وأن هذا التميز للنجم اللامع والقمر الساطع كان بفضل الله ثم بدعم أسرته التي ساعدته في نجاحه خارج البيت، فأنعم وأكرم بهذه الأسرة المباركة.

 إرث لا يموت

في ختام الحفل، سعدتُ بحضور الجلسة وتوثيق محاورها وكلمات الوفاء والعرفان، وأؤمن أن صاحب القرآن لا يموت، وأن أهل بيته سيظلون مرتبطين به وبصوته وتلاوته ومآثره وسيرته ما بقيت السموات والأرض.

فهنيئًا لأسرته، ولأمته، ولوطنه، ولأهل المدينة بصحبة الشيخ وأهله، وبهذا الحب الكبير الذي جعلنا جميعًا نشعر أننا من خاصته وأهله.

لقد كان الشيخ عبدالعزيز بن صالح علم الأعلام، وخطيب المنبر النبوي، والقاضي الحكيم، والمصلح الاجتماعي الرحيم.

طبت حيًا وميتًا، وجمعنا الله بك في مستقر رحمته عند مليك مقتدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى