Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الصحة والطب

دراسة عالمية: مريض سرطان القولون يُعتبر «شُفي» بعد 6 سنوات دون انتكاس

خطوة علمية تغيّر المفهوم التقليدي للشفاء وتمنح الأطباء والمرضى رؤية أوضح لمسار التعافي

في إنجاز طبي عالمي قد يغيّر طريقة متابعة وعلاج أحد أكثر أنواع السرطان انتشارًا، نشرت مجلة JAMA Oncology دراسة شاملة توصلت إلى تعريف علمي جديد لمفهوم “الشفاء” من سرطان القولون، يعتمد على بيانات أكثر من 35 ألف مريض من مشاركين في 15 تجربة سريرية دولية، ويمثل نقلة نوعية في فهم مسار المرض وفرص التعافي على المدى الطويل.

من «البقاء خمس سنوات» إلى تعريف أدقّ للشفاء

لأعوام طويلة، كان الأطباء يعتبرون مرور خمس سنوات دون عودة الورم علامةً كافية على الشفاء. لكن هذا المعيار التقليدي لم يكن دقيقًا، إذ كان يحتسب حالات الوفاة لأسباب غير مرتبطة بالسرطان أو ظهور أورام جديدة، وهو ما يخلط الأوراق ويعطي انطباعات غير واقعية عن فرص النجاة الحقيقية.

الدراسة الجديدة جاءت لتصحيح هذا الخلط، إذ ركز الباحثون على الانتكاس المرتبط بالورم الأصلي فقط، واستبعدوا العوامل الأخرى من الحسابات، ما أتاح لهم تحديد لحظة زمنية دقيقة يمكن عندها اعتبار المريض قد “شُفي عمليًا”.

 منهجية صارمة وبيانات ضخمة

حلّل الباحثون بيانات 35,213 مريضًا في المرحلتين الثانية والثالثة من سرطان القولون، خضعوا لعمليات جراحية وعلاجات مساعدة، مستخدمين نماذج إحصائية دقيقة لحساب معدل الانتكاس الحقيقي.

وكان الهدف تحديد النقطة التي يهبط عندها خطر الانتكاس إلى أقل من 0.5٪، وهي النسبة التي يعتبرها المجتمع العلمي الحدّ الأدنى المقبول لتعريف الشفاء.

النتائج: النقطة الفاصلة عند العام السادس

  • بلغ معدل الانتكاس ذروته خلال الأشهر 6 – 12 الأولى بعد الجراحة بنسبة تقارب 6.4٪.
  • بدأ المعدل في الانخفاض تدريجيًا بمرور الوقت.
  • بحلول السنة السادسة، انخفض خطر الانتكاس إلى أقل من 0.5٪.
  • ظل المعدل منخفضًا للغاية حتى بعد عشر سنوات من المتابعة في معظم التجارب.
  • سجلت بعض الدراسات ارتفاعًا طفيفًا بعد 12 عامًا، لكنه لم يغير الاستنتاج العام.

أثر طبي ونفسي كبير

يرى الباحثون أن هذه النتائج تمثل تحولًا جذريًا في طريقة التعامل مع المرضى، إذ يمكن:

  • طمأنة المريض بأن فرص الانتكاس تكاد تنعدم بعد مرور ست سنوات دون عودة الورم.
  • تقليل المتابعة الطبية المكثفة بعد هذه النقطة الزمنية، ما يخفف التكاليف والعبء النفسي.
  • تحسين التواصل بين الأطباء والمرضى عبر تقديم مفهوم واضح ومبني على الأدلة لمصطلح “الشفاء”.

خلاصة

تؤكد هذه الدراسة أن مريض سرطان القولون في المرحلتين الثانية أو الثالثة يمكن اعتباره “شُفي عمليًا” إذا مضت ست سنوات دون تسجيل أي انتكاس، إذ يكون خطر عودة الورم قد هبط إلى أقل من 0.5٪.

وهو ما يمنح المرضى الأمل في مستقبل أفضل، ويدعم الأطباء في وضع خطط متابعة أكثر دقة وواقعية، ويعزز من فعالية النظام الصحي في التعامل مع هذا النوع من السرطان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى